[center]فلـــــــســـفةالحـــــــــــيــــــاة
أيهذا الشاكي وما بك داء
[center]كيف تغدو إذا غدوت عليلا..
إن شر الجناة في الأرض نفس
تتوقى قبل الرحيل الرحيلا..
وترى الشوك في الورود وتعمى
أن ترى فوقها الندى إكليلا..
هو عبء على الحياة ثقيل
منيظن الحياة عبء ثقيلا..
والذي نفسه بغير جمال
لا يرى في الحياةشيئاً جميلا..
فتمتع بالصبح ما دمت فيه
لا تخف أن يزول حتى يزولا..
أيهذا الشاكي وما بك داء
كن جميلا ترى الوجودجميلا..
يا ملاكيأي شيء في العيد أهدي إليك
ياملاكي و كل شيءلديك؟
أساورا؟أم دملجا من نضار
لا أحب القيود في معصميك
أم خمورا؟وليس في الأرض خمر
كاللتي تسكبين من عينيك
أم وردا؟والورد أجمله عندي
الذي قد نشقتمن خديك
أم عقيقا كمهجتي يتلظى؟
و العقيق الثمين في شفتيك
ليس عندي شيءأعز من الروح
وروحي مرهونة في يديك
كن بلسما
كن بلسماً إن صار دهرك أرقما
وحلاوة إن صار غيرك علقما
إن الحياةحبَتــك كــــلَّ كنوزها
لا تبخلن على الحياة ببعض ما ..
أحسِنْ وإنلم تجـــزَ حتى بالثنـا
أيَّ الجزاء الغيث يبغي إن همى ؟
مَن ذايُكافئ زهرة فواحـــــة ؟
أو مَن يثيب البلبـــــــل المترنما؟
عُدَّ الكرام المحسنين وقِســـــهم
بهما تجــــد هـــــذين منهمأكرما
يا صاح خُذ عِلمَ المحبة عنهما
إني وجدتُ الحب عِلماقيِّمـــــــا
لو لم تَفُح هذي، وهذا ما شَدا
عاشت مذمـــمة وعاشمذمـمـــا
فأعمل لإسعاد السِّوى وهنائهم
إن شِئتَ تسعد في الحياةوتنعمـا
أَيقِظ شُعورَك بالمحـــبة إن غـفا
لَو لا الشعور الناسكانوا كالدُمى
فلنعش
لا تَسَــــــــلْ أين الهوى والكـــوثرُ
سَكَتَ الشــــــــــــادي وبُحَّالوتـــرُ
فـــجــأةً ... وانـــقــــلب العُرسُ إلى
مَأتمٍ ...مــــاذاجـــــــرى؟ مـــا الخبرُ
ماجــتِ الــدنيا بمـــــن فيها ، كما
ماجنـــــهــــــــــــرٌ ثائرٌ مُنكــــــدرٌ
كُلهم مُســــــتَفسِـــــرٌصَـــــاحـــبه
كلُّهم يُؤذيه من يَســــــتَفـــسِـــر
هَــمَــــسَالمــــوتُ بهــم هـــــمستهُ
إن هــمــــس المـــــوت ريحٌُصَــــرصَرٌ
فـــــإذا الحــــيرةُ في أحــــــداقهم
كــيفـــما مالـــواوأنى نــظــــــروا
عـــــلِموا ... يا ليتهــــم ما عَــــلِموا
أنَّدنــــيا مــــن رؤىً تُحــــتَضَـــــــرُ
والذي أطــــــــربهــــم عنقُــــدرةٍ
بــــات لايقـــــوى ولا يــــــــقــــــتدرُ
يَبِسَالضِّــحــــكُ على أفــــــــواههم
فهــو كالسُّخــــرِ وإن لميسخــروا
وإذا الآسي ... يـــــــدٌ مخــــــــــذولةٌ
ومُــــحـــيااليأسُ فـــيه أصـــفــــــرُ
شاع في الدنيا الأسى حتى شكت
أرضُــهاوطــــــــــــأتَهُ والجَــــــــــدرُ
فــــعــلى الأضواء مِنهفـــــــــــــترةٌ
وعــلى الألــــوان مِــــنهأثـــــــــــــــرُ
والقــــــناني صُــــــــورٌباهِـــــــــتَةٌ
والأغــاني عَــــــالممُـــــنــــــدثـــــرُ
ألهــــنا أُفـــــــلِت مــنأيديــــهـــمُ
والأمـــــاني ...؟ ..إنهــــا تــنـــتـحِرُ
ابتسم
قال : السماء كئيبة ، وتجهما
قلت : ابتسم يكفي التجهم في السما
قال : الصبا ولى فقلت له ابتسم
لن يرجع الأسف الصبا المتصرما
قال : التي كانت سمائي في الهوى
صارت لنفسي في الغرام جهنما
خانت عهودي بعدما ملكتها
قلبي فكيف أطيق أن أتبسما ؟
قلت : ابتسم واطرب فلو قارنتها
قضّيت عمرك كله متألما
قال : التجارة في صراع هائل
مثل المسافر كاد يقتله الظما
أو غادة مسلولة محتاجة
لدم وتنفث كلما لهثت دما
قلت : ابتسم ما أنت جالب دائها
وشفائها فإذا ابتسمت فربما ..
أيكون غيرك مجرما وتبيت في
وجل كأنك أنت صرت المجرما
قال : العدى حولي علت صيحاتهم
أأسر والأعداء حولي في الحمى ؟
قلت : ابتسم لم يطلبوك بذمة
لو لم تكن منهم أجل وأعظما
قال : المواسم قد بدت أعلامها
وتعرضت لي في الملابس والدمى
وعلي للأحباب فرض لازم
لكنّ كفي ليس تملك درهما
قلت : ابتسم يكفيك أنك لم تزل
حيا ولست من الأحبة معدما
قال : الليالي جرعتني علقما
قلت : ابتسم ولئن جرعت العلقما
فلعل غيرك إن رآك مرنما
طرح الكآبة جانبا وترنما
أتراك تغنم بالتبرم درهما
أم أنت تخسر بالبشاشة مغنما
يا صاح لا خطر على شفتيك أن
تتثلما والوجه أن يتحطما
فاضحك فإن الشهب تضحك والدجى
متلاطم ولذا نحب الأنجما
قال : البشاشة ليس تسعد كائنا
يأتي إلى الدنيا ويذهب مرغما
قلت : ابتسم مادام بينك والردى
شبر فإنك بعد لن تتبسما
سلمى بماذا تفكرين
السحــــــب تركض في الفضاء الرحب ركض الخائفين
والشمــــــــــــــــــس تـــــــــــبـــــــدو خلفها صفراء عاصبة الجبين
والبحـــــــــــــــــــــر ساجٍ صامـــــــــــــــــتٌ فيه خشوع الزاهدين
لكنما عـــــــــيناك باهتتان في الأفـــــــــــــــــــــق البعـــــــــــــيد
سلمى ...بماذا تفكرين؟
سلمى ...بماذا تحلميـــــــن؟
أرأيت أحلام الطفــــــــــــــــــــولة تختفي خلف التخوم؟
أم أبصرتْ عيناك أشــــــــــــــــباح الكهولة في الغيوم؟
أم خفتْ أن يأتي الدُّجى الجـــــــــــاني ولا تأتي النجوم؟
أنا لا أرى ما تلمـــــــــحـــــــــــــــــــــين من المــشــــاهد إنما
أظلالـــــها في ناظريك
تنم ، ياســـلمى ، عليك
إني أراك كســــــــــــــــــائحٍ في القفر ضل عن الطريق
يرجو صديقاً في الفـــــــــــلاة ، وأين في القفر الصديق
يهوى البروق وضــــــــوءها ، ويـــــــــــــخاف تخدعهُ البروق
بــــلْ أنت أعظم حـــــــــــــــــيرة من فــــــارسٍ تحت القتام
لا يستطيع الانتــــصار
ولا يطيق الانــــــكسار
هــــــذي الهواجـــــــس لم تكن مرســــــــومة في مقلتيك
فلقـــــد رأيـــتـــك في الضــــحى ورأيته في وجـــــنتيك
لكن وجــــــدتُك في المساء وضـــــعت رأسك في يديك
وجـــــــلست في عــــــينيك ألغازٌ ، وفي النفــس اكتئاب
مــــثل اكتئاب العاشقين
ســلمى ...بماذا تفكرين
بالأرض كيف هـــــــوت عروش النور عن هضباتها؟
أم بالمـــــــــروج الخُضرِ ســــــاد الصمت في جنباتها؟
أم بالعــــــصـــــافــــــــــــير التي تعـــــدو إلى وكناتها؟
أم بالمـــــــسا؟ إن المســــــــــــــا يخفي المدائن كالقرى
والكوخ كالقصر المكينْ
والشـوكُ مــــــــــــــــــــــثلُ الياسمين
لا فــــــــرق عــــــــــند الليل بين النهــــــــــر والمستنقع
يخفي ابتسامات الطـــــــــــــــروب كأدمع المـــــــتوجعِ
إن الجـــــــــمالَ يغـــــــيبُ مـــــــــــــــــثل القبح تحت البرقعِ
لكن لماذا تجــــــــــــزعـــــــــــــــين على النهار وللدجى
أحـــــــــــلامه ورغائبه
وســـــــماؤُهُ وكواكبهْ؟
إن كان قد ســــــــــــــــــتر البلاد سهـــــولها ووعورها
لم يسلـــــــــــــب الزهر الأريج ولا المياه خـــــــريرها
كلا ، ولا منعَ النســــــــــــــــــــائم في الفضاءِ مسيرُهَا
ما زال في الــــوَرَقِ الحفــــيفُ وفي الصَّبَا أنفــــــاسُها
والعــــــــندليب صداحُه
لا ظفـــــــــــرُهُ وجناحهُ
فاصغي إلى صـــــــــوت الجداول جارياتٍ في السفوح
واســــــتنشـــــــــقي الأزهار في الجنات مادامت تفوح
وتمتعي بالشــــــــــــــهـــــب في الأفلاك مادامتْ تلوح
من قــــــبل أن يأتي زمان كالضـــــــــــــباب أو الدخان
لا تبصرين به الغــدير
ولا يلـــــــذُّ لك الخريرْ
مـــات النهار ابن الصباح فلا تقـــــــــــــــولي كيف مات
إن التــــــــــــــــأمل في الحــــــــــياة يزيد إيمـــــــــــــان الفتاة
فدعي الكآبة والأسى واســـــــــــــــــترجعي مرح الفتاةْ
قد كان وجهك في الضحى مثل الضحى متهـــــــــــــللاً
فيه البشـــــاشة والبهاءْ
ليكن كــذلك في المساءْ
هـي
أروى لكم عن شاعرٍ ساحرِ حكايةً يُحمد راويها
قال: دعا أصحابَهُ سيّدٌ في ليلة رقّت حواشيها
فانتظمت في قصره عصبةٌ كريمةٌ لا واغلٌ فيها
من نبلاء الشعب ساداتها وخيرة الغِيد غوانيها
حتى إذا ما جلسوا كلهم وطاف بالأكواب ساقيها
قام أميرُ القصر في كفّــهِ كأسٌ أعارتهُ معانيها
وقال: يا صحبُ على ذكركم املأها حبـّــاً وأحسوها
وذكر ِ مَـن قلبــيَ عبـدٌ لها ومهجتي إحدى جواريها
حبيبتي ( لمياء) سمّيتها ولم أكن قبلاً أُسميها
فشربوا كلهمُ سرّها وهتفوا كلهمُ تيها
فأجزل الشكرَ لأصحابهِ الشكرُ للنعمةِ يُبقيها
وصاح بالساقي : علينا بها فطاف بالأكواب ساقيها
وقال للاضياف : سمعاً! فلي كلمةٌ ، ألعدلُ يمليها
ما أنا وحدي الصبّ فيكم ولا كلّ العذارى من أناجيها
فكلُ نفسٍ مثل نفسي لها في هذه الدنيا أمانيها
وكلّ قلبٍ مثل قلبي له حسناء ترجوهُ ويرجوها
يا صحبُ من كانت به صبوةٌ يعلنها الآن ويبديها
فنهضوا ثانيةً كلّــهم ورفعوا الكاسات تنويها
كلهمُ يشربُ سرّ التي يهوى من الغيدِ ويطريها
* * * *